نبذة 21: الأحاديث الطبية

سؤال عن الأحاديث الطبية:

السلام عليكم شيخ صلاح الدين الإدلبي

اسمي احسن ضيف. وأنا من بنجلاديش . وأريد أن أسأل ‏عن الأحاديث الطبية:

‏نحن نعلم أن هناك خلاف بين العلماء ، هل هذه الأحاديث من الوحي أم لا.‏
فأنا أعلم أن كلا من ابن القيم وابن تيمية يذهب إلى أن هذه الأحاديث من الوحي عموما.
وكلا من ابن ‏خلدون والقاضي عياض يذهب إلى أن هذه الأحاديث ليس من الوحي عموما.
‏لكن الاشكال الذي يقع انه لا يوجد مذهب لجمهور العلماء في هذه القضية ؟
يعني إذا كانا يذهبان إلى أن هذه الأحاديث ليست من الوحي فلماذا يشرحان هذه الأحاديث ‏هل هذا الشرح هو للعموم أم للخصوص؟

‏مثلا ‏يتكلم العلماء في الحديث عن الحبة السوداء فهل هذا الكلام للعموم ‏أم للخصوص؟ هل هذا دليل على اعتقاد منهم بأن هذا الحديث من الوحي فيفكرون بتطبيقه من الناحية العملية؟

بالمقابل بعض الأحاديث تستند إلى امور غيبية أو توجد قرينه ‏ظاهرة ترجح أن هذا الحديث من الوحي. أضرب مثالا على ذلك:

وروى الترمذي (2052) ، وابن ماجه (3479) عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ” حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرَّ عَلَى مَلَإٍ مِنَ المَلَائِكَةِ إِلَّا أَمَرُوهُ أَنْ مُرْ أُمَّتَكَ بِالحِجَامَةِ
وروى البخاري (5708)، ومسلم (2049) عن سَعِيد بْن زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا مِنَ السَّامِ .
قُلْتُ: وَمَا السَّامُ؟
قَالَ: المَوْتُ .
رواه البخاري (5687) ، ومسلم (2215

فكيف نفهم هذه الاحاديث ؟
شكرا لك حضرة الاستاذ. أرجو أن تدعو لي ‏ليطمئن قلبي. اجد الشبهات كثيرة هذه اليوم. ‏ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة

رد الشيخ صلاح الدين الإدلبي على السؤال السابق:

وعليكم السلام وعلى كل أحبابك ورحمة الله

لقد ثبت عن النبي صلى الله أنه قال يوما للصحابة الكرام رضي الله عنهم “أنتم أعلمُ بأمور دنياكم”.

كأن المراد ـ والله أعلم ـ أن لا نأخذ كل أمر دنيوي صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ونجعله في درجة الوحي.

إذا جاءت قرينة تدل على أنه وحي فبها ونعمت، وإلا فقد أباح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ننظر فيه، فقد يكون أمرا طبيا وهو إنما سمعه من أحد أطباء العرب في وقته فوصفه لأحد المرضى.

لكن لا بد من الاعتناء به وإجراء التجارب العلمية والمخبرية عليه، فقد نجد فيه فائدة ليست في غيره، وقد يكون مدخلا لكشف أمور علاجية مما ينفع الناس.

والله أعلم.

مرحبا بك أيها الأخ الكريم، ومرحبا بتساؤلاتك.