كتاب عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين : كلمات قيلت فيه

كلمات قيلت في كتاب عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين

وصلتني هذه الكلمات من المشايخ الأفاضل: الشيخ عبد الحميد بَي، والشيخ جمال حمدي الذهبي، والشيخ محمد عتيق، والشيخ جابر نوري المصري، والشيخ طه محمد فارس، والشيخ محمد نجيب عطار، حفظهم الله جميعا بخير وعافية:

* ـ كلمة من الأخ الشيخ عبد الحميد بَي:

يمثل هذا الكتاب نموذجا للبحث العلمي الراسخ، والحوار الناضج الرصين، وقد تجلى فيه واضحا أنه جاء ثمرة خبرة علمية ومنهجية واطلاع دقيق، مع أدب جم وأسلوب مهذب أضاف إليه تميزا وتألقا، فهو جدير بالدراسة لفهم حقيقة الأشاعرة الذين يمثلون الجمهور الأعظم عبر القرون والأجيال، حيث تضمن نظراتٍ موفقةً وسديدة في بيان الأوهام والأخطاء والافتراءات التي ألصِقت بالأشاعرة لأغراض مختلفة، وتطبيقًا منهجيا رصينا لآداب المناظرة، وهكذا جاء هذا الكتاب يعرض لهذه المسائل بصورة هادئة مثمرة ويحققها في منهج علمي أديب، يدل على رسوخ ونضج، مما يجعله إضافة مهمة إلى المكتبة العلمية، وبخاصة أقسام الدراسات العليا في علوم العقيدة وأصول الحوار والمناظرة.

* ـ كلمة من الأخ الشيخ جمال حمدي الذهبي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

‏لدى مطالعتي للكتاب أعجِبت بأسلوب المؤلف وخاصة في النواحي التالية:

1 ـ ‏المنهج العلمي الرصين ‏في عرض كلام الخصم والرد عليه.

٢- ‏الأدب الجم في مخاطبة الخصم دونما ‏تسمية أو قدح لشخصه، ‏عملا بقوله تعالى: {ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ }. وقوله: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.

٣-‏ المنهجية ‏العزيزة في بذل الجهد والعمر لخدمة العلم ‏ونشره دون التطلع إلى نفع مادي.

‏وقد أكرمني المولى عز وجل ‏بصحبة أستاذنا الفاضل ‏فعاينت منه هذه الحقيقة كما ‏قرأت في مؤلفاته لاسيما (البدعة المحمودة…).

ولا يفوتني أن أذكِّر القارئ بمطالعة موقع أستاذنا ليرى بنفسه ما ألمحت إليه من علم وخلق كريم.

‏وقد جاء في الحديث الشريف: عن عائشة – رضى الله عنها ـ: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه”. رواه مسلم.

هي الأخلاق تنبت كالنباتِ      إذا سُقيت بماء المكرماتِ.

* ـ كلمة من الأخ الشيخ محمد عتيق:

كتاب “عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين” لفضيلة الشيخ صلاح الدين الإدلبي حفظه الله تعالى هو كتاب نافع جدًا لأهل العلم الشـرعي، فجزى الله مؤلفه خير الجزاء، وأجزل له العطاء.

ومن فوائده وسماته:

ـ يلفت النظر إلى ضرورة الردود العلمية على أقلام تتهم أكثر المسلمين في دينهم، وتحكم ببطلان عقائدهم.

ـ ينير الطريق لطالب العلم، ويبين المنهج القويم في الرد على شبهات المخالفين والمناوئين، من الدقة في نقل نصوصهم، ثم الرد عليهم ردًّا علميًّا رصينًا هادئًا، مع التحلي بالأخلاق الإسلامية، والالتزام بالضوابط الشرعية.

ـ دافع فيه مؤلفه حفظه الله عن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد بالعلم والبحث والدراية والحجة والبرهان، على وجه قلَّ نظيره في العلماء المعاصرين.

* ـ كلمة من الأخ الشيخ جابر نوري المصري:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم الى يوم الدين.

لقد أكرمني الله تعالى بقراءة هذا السِفر القيم أكثر من مرة، الذي خطه يراع شيخنا العلامة الجليل والمحقق النبيل الشيخ صلاح الدين بن أحمد بن محمد سعيد الإدلبي، حفظه الله تعالى ونفعنا به، آمين.

فوجدته حَزَّ في الـمَفْصِل في كل المسائل التي حررها، حيث إنه جلب عليها من النصوص والأدلة مالم يبق معه شبهة في قلب من له مُسْكة من العلم والإنصاف، بأسلوب علمي هادئ، ملتزما بوقار العلماء ونهج الحكماء، فجزاه الله عنا كل خير، وهذا من توفيق الله عز وجل.

وقد التزم في كتابه بالأدب الرفيع مع خصمه، فلم يذكره بسوء، بل لم يصرح باسمه مع أنه أشهر من نار على علم.

ومن أدبه أنه سمى المخالف بالباحث مع أنه أخطأ طريق البحث، وكم من باحث عن الحق لم يصبه، ومع أن الباحث كان بعيدا كل البعد عن البحث العلمي المجرد وعن أدب العلماء، ومع ذلك ما توجه الشيخ حفظه الله بالنقد للباحث مطلقا، إنما اعتنى بنقد أفكاره لا بنقد شخصه، فكان هذا الرد العلمي الرصين بالأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، المزَلزِلة لشبهات المناوئين، وصدق شيخنا حينما سمى كتابه “عقائد الاشاعرة في حوار هادئ”، فما خرج شيخنا عن هدوء الحلقة إلى حماس المنبر مطلقا، بل نجد أن هناك توافقا وتطابقا بين عنوان الكتاب ومضمونه، فتصدى شيخنا لشبهات الباحث بخلق فاضل وأسلوب مهذب، غيرَ عيَّاب ولاشتَّام ولا سبَّاب، ولا طعَّان ولا لعَّان، ولا مكفِّرٍ ولا مبدِّع ولا مفسِّق لمن انحرف عن الجادة مدَّعيا التحقيق العلمي وهو أبعد الناس عنه، كما بين ذلك شيخنا في هذا السِفر المبارك، بينما كان الباحث هداه الله بعيدا كل البعد عن الحقيقة العلمية المجردة وعن إنصاف خصومه.

فإذا قرأتَ كتاب الباحث يُخيل إليك أنه يقاتل، لا أنه يجادل، وأن الذي في يمينه ليس قلما يقطر مدادا أسود، بل سيفا يقطر دما أحمر، كما قال أحد العلماء في رده على أمثال هذا الكاتب، بينما كان منهج شيخنا هو الإتيان بالحجة الشرعية الناصعة والدليل الواضح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال أئمة العلم والدين، مع أدب جم وأسلوب رفيع، ممتثلا قول الله تعالى {ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، فقد جعل الله تعالى الموعظة للمسلم والجدال للكافر، فكان حفظه الله تعالى بعيدا كل البعد عن المراء واللدد في الخصومة، بعكس خصمه /الباحث/ تماما.

وكان أول ما استوقفني في الكتاب وأنا أطالع صفحاته الأولى الأدب الجم من شيخنا مع المخالف، ولا غرابة من هذا الأدب من شيخنا فهو سليل دوحة مباركة اشتهرت بين طلبة العلم بالأدب الجم والعلم الغزير.

أما والده فهو العالم الرباني الورع الزاهد الشيخ أحمد، وأما جده فهو المربي الولي الصالح الذي شهد له القاصي والداني بولايته وعلمه وأدبه.

وقد أكرمني الله سبحانه وتعالى أنا وثلة من طلبة العلم بصحبة شيخنا الشيخ صلاح والتتلمذ على يديه سنوات عديدة، وكنا نعجب من تواضعه وأدبه معنا مع ما حباه الله من علم ومعرفة، فلقد كنا نرى فيه أخلاق أبيه وجده، فكان صورة مصغرة عنهما، حيث سار على نهجهما أدبا وعلما ودينا، ومن يشابه أباه فما ظلم.

ولا أزكي شيخنا الموقر الشيخ صلاح على الله فهو حسيبه، وأحسبه من العلماء القلة الذين يجاهدون في سبيل الحق على بصيرة وهدى، وإني لأسأل الله أن يحفظه بأدبه الجم وجهاده المخلص وأن ينشر به كلمة الحق والدين القويم.

وأخيرا أقول: سيبقى كتابك هذا يا سيدي بإذن الله مشكاة نور يستضيء بها كل طالب علم وباحث عن الحق، ولا يستغني عنه طالب علم، وكم أتمنى أن يُعمم الكتاب على جميع الجامعات والكليات الشرعية وأن يكون موضع دراسة للباحثين ليتعلموا منه الأدب مع المخالف، ودقة منهج البحث العلمي السليم، ورد الشبهات بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة، متوِّجين كل ذلك بأدب جم وأمانة علمية صادقة سار عليها شيخنا في كتابه، فكان عقدا فريدا على جِيد أهل السنة قديمها وحديثها، فريدا في بابه، مدافعا عن عقائد أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية التي يجب اعتقادها، وهم السواد الأعظم من هذه الأمة.

لقد قلتُ ما قلت وأنا أعلم أنني لن أزيد في بيان فضائل هذا الكتاب ولافي بيان فضائل مؤلفه، فحسْبه ما بذله من جهد علمي شاهدا له على فضله، وإنما كتبت هذه الكلمات لأتشرف بنصرة الحق والتواصي به، كما قال الله تعالى {والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

فجزى الله شيخنا خير الجزاء وأجزل له المثوبة دنيا وأخرى.

* ـ كلمة من الأخ الشيخ طه فارس:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ومن والاه، وبعد:

فإنه لا يخفى على أحد من أهل العلم أن أكثر علماء الأُمّة يتبعون طريقة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري اليماني البصري (ت 324هـ) في العقيدة، فهو شيخ طريقة أهل السنة والجماعة، وإمام المتكلمين، وناصر سنة سيد الأولين والآخرين، الساعي في حفظ عقائد المسلمين، قامع الملاحدة والمعتزلة والرافضة والجهمية والخوارج وسائر أصناف المبتدعين، وكل من تبع طريقته في فهم الكتاب والسنة فهو منسوب إليه، ومنتهج في العقيدة مسلك الأشعريين.

إلا أن بعض الباحثين حاول أن يخرج الأشاعرةَ من دائرة أهل السنة والجماعة، ويزج بهم في عداد أهل البدعة والضلالة، وقد انبرى للرد على تجنيه وتطاوله شيخنا وأستاذنا صلاح الدين الإدلبي  (حفظه الله ورعاه) في كتابه النافع الماتع: (عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين)، وعلى عادته في نقد الفكرة لا صاحبها، فقد أبى شيخُنا أن يذكر اسم صاحب الشبهات حول مذهب الأشاعرة، واكتفى بالرد العلمي الهادئ على ما طرحه من شبهات، جانبَ فيها صاحبُها المنهجَ العلمي في تناوله ومناقشته، وقد كان ردّ شيخنا ـ حفظه الله ورعاه ـ علميًّا رصيناً مدعّماً بالأدلة والنقول، ليَخْلُص فيه إلى تفنيد كل الشبهات التي طرحها هذا الباحث.

وإني لأؤكد على أهمية هذا الكتاب لكل طالب علم، وذلك ليستوضح الحق من مصادره، وليتعلم أسلوب البحث والنقاش والحوار مع المناوئين والمخالفين والإنصاف للآخرين.

فجزى الله شيخَنا وأستاذنا عمَّا قدَّمه خيرَ الجزاء، وكتب أجره ورفع قدره، وأثابه بدفاعه عن أهل الحق والسنة أتم المثوبة وأكملها، والحمد لله رب العالمين.

* ـ كلمة من الأخ الشيخ محمد نجيب عطار:

أكرمني الله بقراءة كتاب «عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين» على مؤلفه حرفًا حرفًا، وأشهد بالله وأشهد لله شهادة أدَّخِرها لي عند الله تعالى: أن هذا الكتاب ليس هو كتابَ رد فحسب، بل كتابُ تعليم ودُرْبَةٍ للباحث على الإنصاف، وطريقةِ البحث، وفنِّ الرد، وتحري الحق، والغوصِ في خدمة الحرف، والدقةِ في نقل المعلومات، وتوثيقِ كل نقل من معينه اللازم، كتابٌ أصل فكرته لتصحيح المسار الفكري عند قلة يرون أنفسهم خيرًا من الناس، والفتيةَ المحصورين الذين آمنوا بربهم، وأن غيرهم هدَّام في دين الله إن لم يكن وُجد لضرب الدين من الصميم، ولكنه لم يقتصر على الدفع في وجه هذه الفكرة، إنما نصر أئمة دينٍ سحقهم تعصبُ الجاهلين، ودافع عن الطائفة التي عليها السواد الأعظم من السلف والخلف، اللهم فبارك في المؤلِّف والمؤلَّف، ووفق الباحثين الجادين لمثل هذه البحوث البِكر، تكون كاللبنة التي تسد خلل الجدار الذي أحدثه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.