حديث إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها

حديث “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها”

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه

هذا الحديث رواه أبو داود والطبراني في الأوسط وابن عدي والحاكم والبيهقي في مناقب الشافعي والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من طرق عن عبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلمُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها”. قال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، لم يجُزْ به شراحيل.

[عبد الله بن وهب مصري ثقة مات سنة 197. سعيد بن أبي أيوب مصري صدوق ثقة مات سنة 161 تقريبا. شراحيل بن يزيد المعافري مصري ذكره ابن حبان في الثقات ومات بعد سنة 120. أبو علقمة الفارسي المصري صدوق ثقة. عبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني ثقة فيه لين مات سنة 167، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قال أبو حاتم: لا أظنه أدرك شراحيل].

هذا الإسناد فيه شراحيل بن يزيد المعافري ولم أجد فيه قولا لأحد أئمة الجرح والتعديل سوى أن ذكره ابن حبان في الثقات، وهذا لا يكفي في التوثيق.

ثم هو معلول بالوقف على تابع التابعي، وقد أشار الإمام أبو داود رحمه الله في السنن إلى ذلك بقوله “رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجُزْ به شراحيل”. أي لم يتجاوز به شراحيل بن يزيد المعافري الإسكندراني، فهذا القول هو قول شراحيل.

هذا وقد وهِم من رجح الرواية المرفوعة هنا على الرواية الموقوفة على شراحيل معتمِدا على ما نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي حاتم الرازي أنه قال عن عبد الرحمن بن شريح “لا أظنه أدرك شراحيل”، لأن أبا حاتم لم يستبعد لقيه شراحيل بن يزيد المعافري، وإنما استبعد لقيه شراحيل بن بَكيل الخولاني. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم.

ـ الخلاصة:

حديث “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها” لم يثبت أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من قول شراحيل بن يزيد المعافري الإسكندراني رحمه الله. والله أعلم.

وكتبه صلاح الدين بن أحمد الإدلبي في 9/ 10 / 1439، الموافق 25/ 6/ 2018، والحمد لله رب العالمين.


* ـ تعقيبات حول كلام الإخوة المتحاورين حول حديث المجدد على رأس كل مئة سنة:

الصفحات الأربع التالية تضم هذه التعقيبات


سؤال من الأخ عمر : السلام عليكم سيدي الشيخ صلاح
هل صحيح علميا أن نقول هذا الحديث ممكن أن يكون صحيح المعنى واقعا ، لكن لا يثبت عند كل النقاد سندا؟
أم لا ينبغي أن نقول ذلك؟  محبكم عمر .

جواب الشيخ صلاح:

وعليكم السلام ورحمة الله
أرى أن معناه من حيث الواقع غير صحيح
رجل قال في زمن التابعين لما رأى ما عمله عمر بن عبد العزيز رحمه الله من تجديد إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها
من باب التفاؤل برحمة الله تعالى ، ربما كان الأمر كذلك
وفرح فقهاء الشافعية رحمهم الله بأن يكون الإمام الشافعي رحمه الله على رأس المئة الثانية فراحوا يختارون فقيها شافعيا كبيرا على راس كل مئة سنة ليقولوا إنه المجدد!!؟
أين بقية فقهاء الإسلام وعلماء الإسلام
وهل أولئك مجددون حقا؟؟
أما من حيث الإسناد فالحديث ضعيف
والذي عندي أنه ضعيف سندا ومتنا