نبذة 26: هل الإسلام هو رسالة حضارية وإصلاح اجتماعي فقط؟

هل الإسلام هو رسالة حضارية وإصلاح اجتماعي فقط؟

الإسلام هو العمل الصالح المبني على الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخِر.

وجد كثيرون أن في الإسلام رسالة حضارية عظيمة وإصلاحا اجتماعيا وعلاجا للروح والنفس والمال والأسرة والأخلاق ولكل مَنْحًى من مناحي الحياة، فظنوا أن هذا هو الإسلام المقبول عند الله ولو كان بناؤه على غير أساس من الإيمان.

ليس الإسلام في حقيقته هو تلك الجوانبَ المدهشة حقا إذا كانت بلا إيمان، لكنه رسالة دينية إيمانية تشمل ذلك كله.

فمن نظر إلى رسالته الحضارية العظيمة وإلى ما فيه من إصلاح اجتماعي وعلاج للروح والنفس والمال والأسرة والأخلاق ولكل مَنْحًى من مناحي الحياة ووقف عند ذلك فهذا يعني أنه لم يفهم حقيقة هذه الرسالة السماوية الإيمانية الخالدة.

المسلم يعي تماما أهمية تلك الجوانب العظيمة حقا وأهمية ما فيها من خير لبني الإنسان، وينطلق لتحقيق ذلك النفع لبني الإنسان من عقيدته الإيمانية السمحة التي تدفعه إلى كل ذلك من الخير.

وهذا هو الفرق الكبير بين المسلم الذي يقدم ما يستطيع من الخير للناس رغبة فيما عند الله من الأجر وبين غير المسلم الذي يقدم ما يستطيعه كذلك رغبة فيما عند الناس من ثناء أو عطف أو تبجيل.

بعض مَن قرؤوا القرآن ممن فُتنوا بمظاهر الإسلام دون الوصول إلى لب حقيقته قرأ في كتاب الله تعالى قوله عز وجل {وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب}، وقرأ في التفسير أي: جعلكم عُمَّار الأرض تعْمُرونها لمعادكم ومعاشكم، ففهم منها أن الله تعالى خلق الإنسان لعمارة الأرض وطلب منه استفراغ الوُسع في عمارتها وأن هذا هو عنوان رسالة الإسلام!.

وعندما سئل بعد دراسته الإسلامية الطويلة لمَ خلق الله الإنسان؟ قال: لعمارة الأرض!. وترك ـ مع الأسف الشديد ـ قول الله عز وجل {وذكرْ فإن الذكرى تنفع المؤمنين. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمونِ. إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.

وعندما تمسك بقول الله تعالى {واستعمركم فيها} ترك قوله تعالى {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}، وهذا هو المذكور في أول الآية، وهو الأساس لما بعده.

فما أبعد أولئك الغافلين عن فهم كلام رب العالمين.

وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 30/ 11/ 1441، الموافق 21/ 7/ 2020، والحمد لله رب العالمين.