معنى لتسكنوا إليها

قال بعض الناس: “المعلوم أن الرجل مالك بيته ولكن الرجل يسكن عند زوجته، {لتسكنوا اليها}، نعم، إنها بيوت زوجاتكم!“.

أقول:

لقد كرَّم الإسلام المرأة وطيَّب خاطرها، ومن ذلك أن الله عز شأنه نسب البيوت للزوجات في بعض الآيات تطييبا لخاطرهن، فقال تعالى {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة}، وقال تعالى لأمهات المؤمنين {وقرْن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}، وقال تعالى لهن {واذكرن ما يُتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}.

لكن هل يصح أن يقال للرجل الذي اشترى البيت ليكون مسكنا له ولأسرته: إن الرجل يسكن عند زوجته!، وإن البيوت هي بيوت زوجاتكم؟!.

هذا لا يصح، وهو تلاعب بلغة العرب، وهو تحريف لمعاني كلام الله عز وجل وتوطئة لمن يريدون أن يبدلوا كلام الله.

الرجل يسكن إلى زوجته، أي تشعر نفسه بالسكينة مع الزوجة الصالحة، فهو يسكن إليها، وليست هي مالكةَ البيت وهو ساكن عندها!. و شتان بين أن تسكن إليها وبين أن تسكن عندها.

* ـ ثم إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم {ولا على أنفسِكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم}، وقال {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}، وقال {واللهُ جعل لكم من بيوتكم سكنا}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها”.

* ـ لا إشكال في أن يُنسب البيت للزوجة من باب البر بها وأن تقول لها أنت صاحبة البيت أو راعية البيت.

أما أن يقال إن البيت بيتها والرجل ساكن عندها فهذا تحريف لمعاني القرآن والسنة.

الذي يقول للناس “بيوتكم ليست لكم وهي بيوت زوجاتكم” كلامه غير صحيح، وربما يتخذ العالَمانيون مثل هذا الكلام وسيلة لتحطيم اللغة وتحريف معاني القرآن.

* ـ ينبغي أن ننتبه لخطر الأساليب الملتوية.

هنالك أناس لا يعجبهم أن نتواصى بالبر والعطف والإحسان للنساء!، ويرون أن هذا من الفكر الرجعي المرتبط بالأديان وهي عندهم قِيَم وأحكام بالية يجب أن نتجاوزها.

هذا الحبل طرفه الآن هنا ونعرف وِجهته، فأين منتهاه؟!، ومتى سيصل؟!. الله أعلم.

نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا وأحبابنا ولسائر عباد الله أجمعين.

وكتبه صلاح الدين بن أحمد الإدلبي.