الضوابط العلمية لتدبر المتون ونقدها في الأحاديث النبوية

ملحوظات حول

الضوابط العلمية لتدبر المتون ونقدها في الأحاديث النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد إمام النبيين وخاتم المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

فقد كتب بعض الإخوة كتابة طيبة تحت عنوان “الضوابط العلمية لتدبر المتون ونقدها في الأحاديث النبوية”، ولي عليها بعض الملحوظات اليسيرة:

ـ البند 9 في الصفحة 7 جاء فيه: أن لا يختص به راو واحد من بين شهود كثيرين.

هذه الفقرة تحتاج إلى توضيح، لئلا يظن بعض الناس أن كل حديث ينفرد به صحابي واحد يُرد لتفرد الصحابي به.

ولعل الأنسب أن نقول: أن لا يختص به راو واحد من بين شهود كثيرين إذا كان المتن مما تتوفر الدواعي على كثرة ناقليه.

ـ البند 17 في الصفحة 8 جاء فيه: أن لا يدعوَ الحديثُ إلى التعسير، فإن الدين يسر.

هذه الفقرة تحتاج لشيء من التوضيح، لئلا يأتي مَن يقول في كل حديث فيه حكم شرعي لا يريد أن يلتزم به إنه يدعو إلى التعسير فهذا حديث مردود!.

من المعلوم لكل مسلم يريد أن يتحقق بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أن المسلم ـ إذا صحَّ الحديث حسب الضوابط الإسنادية والمتنية ـ يقول سمعنا وأطعنا، وإن وجد نفسه غير قادر على الالتزام التام به في حينه فإنه يقول لربه جل وعلا سامحني يا رب واغفر لي وسأحاول الالتزام به ما استطعت، ولا يبادر متسرعا إلى رفضه ودعوى عدم صحته.

ولعل الأنسب أن نقول: أن لا يدعوَ الحديثُ إلى التعسير الذي لا يدخل في طاقة المكلف، فإن الدين يسر، وقد علمنا ربنا تبارك وتعالى أن نسأله في دعائنا {ربَّنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به}.

 

* ـ تصنيف الأحاديث حسب القواعد السابقة في الصفحة 8:

جاء تصنيف الحديث حسب القواعد السابقة مقسما إلى ثلاثة أنواع:

1ـ حديث موافق للقرآن.

2 ـ حديث مبين للقرآن.

3 ـ حديث معارض للقرآن.

لا شك في أن النوعين الأول والثاني مقبولان، وأن النوع الثالث مردود.

لكن بقي نوع لم يُذكر في هذه الأنواع، وهو: حديث أتى بأمر ليس له في القرآن ما يؤيده ولا يوجد في القرآن ما يعارضه.

أي: هل نشترط لصحة الحديث أن يكون له نص قرآني يوافقه ويؤيده؟!، أو إننا نشترط أن لا يكون هناك نص قرآني يعارضه؟.

فلعل الأنسب أن تكون الأنواع هكذا:

1ـ حديث موافق للقرآن.

2 ـ حديث مبين لبعض ما في القرآن.

3 ـ حديث أتى بأمر ليس له في القرآن ما يؤيده ولا يوجد في القرآن ما يعارضه.

4 ـ حديث معارض للقرآن.

والأنواع الثلاثة الأولى ـ إذا صح السند ـ فهي من القسم المقبول، والنوع الرابع هو القسم المردود.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

صلاح الدين الإدلبي

في 1/ 5/ 1437،  10/ 2/ 2016، والحمد لله رب العالمين.