حديث أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي

حديث “أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!”.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حيث إن الروايات الواردة في هذا الحديث تتعلق بما وقع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم عقب نزول الآية الكريمة {وأنذر عشيرتك الأقربين} فإن البحث في روايات هذا الحديث ينبغي أن يكون في مطلبين: المطلب الأول في الروايات الواردة في هذه القصة وليس فيها “أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!”، والمطلب الثاني في الروايات الواردة في هذه القصة وفيها هذا اللفظ.

 

المطلب الأول

الروايات الواردة في هذه القصة وليس فيها “أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!”

 

* حديث أبي هريرة رضي الله عنه

روى البخاري ومسلم من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل {وأنذر عشيرتك الأقربين} فقال: “يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا”.

ورواه مسلم من طريق عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة بنحوه، وفيه: “يا بني كعب بن لؤي، يا بني مرة بن كعب، يا بني عبد شمس، يا بني عبد مناف، يا بني هاشم، يا بني عبد المطلب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئا”.

* حديث ابن عباس رضي الله عنه

روى البخاري ومسلم والطبري في التاريخ من طرق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعِد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: “يا بني فهر، يا بني عدي، حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟!”. قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا. قال: “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد”. فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟!. فنزلت {تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب}.

ورواه ابن سعد من طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه.

* حديث عائشة رضي الله عنها

روى مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال: “يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم”.

* حديث قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو رضي الله عنهما

روى مسلم من طريق يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمرو أنهما قالا: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل، فعلا أعلاها حجرا، ثم نادى “يا بني عبد منافاه، إني نذير، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يربأ أهله، فخشي أن يسبقوه، فجعل يهتف يا صباحاه”.

* حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه

روى أبو يعلى في مسنده عن محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري عن خلف بن تميم المصيصي عن عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدته أم عطاء مولاة الزبير بن العوام عن الزبير بن العوام أنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قبيس: “يا آل عبد مناف، إني نذير”. فجاءته قريش، فحذرهم وأنذرهم، ثم قال: والذي نفسي بيده لقد خيرني بين أن تدخلوا من باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا، فاخترت باب الرحمة.

* حديث أبي أمامة رضي الله عنه

روى الطبراني في المعجم الكبير من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم فأجلسهم على الباب، وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في البيت، ثم اطلع عليهم، فقال: “يا بني هاشم، اشتروا أنفسكم من النار، واسعَوا في فكاك رقابكم، وافتكُّوا أنفسكم من الله، فإني لا أملك لكم من الله شيئا”. ثم أقبل على أهل بيته فقال: “يا عائشة بنت أبي بكر، ويا حفصة بنت عمر، ويا أم سلمة، ويا فاطمة بنت محمد، ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من النار، واسعَوا في فكاك رقابكم، فإني لا أطلب لكم من الله شيئا ولا أغني”. [علي بن يزيد الألهاني دمشقي منكر الحديث مات قرابة سنة 115].

* حديث جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم

روى البلاذري عن محمد بن سعد والوليد بن صالح عن محمد بن عمر الواقدي عن ابن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم أنه قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {وأنذر عشيرتك الأقربين} اشتد ذلك عليه وضاق به ذرعا، فمكث شهرا أو نحوه جالسا في بيته، حتى ظن عماته أنه شاكٍ، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني عبد المطلب، فحضروا ومعهم عدة من بني عبد مناف، وجميعهم خمسة وأربعون رجلا، فقال أبو طالب: هؤلاء بنو أبيك مجتمعون، وإنما أنا أحدهم، غير أني والله أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمِرت به، فو الله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أني لا أجد نفسي تطوِّع لي فراق دين عبد المطلب حتى أموت على ما مات عليه. وتكلم القوم كلاما لينا، غير أبي لهب فإنه قال: يا بني عبد المطلب، هذه والله السوأة، خذوا على يديه قبل أن يأخذ على يده غيركم، فإن أسلمتموه حينئذ ذللتم، وإن منعتموه قتلتم. فقال أبو طالب: والله لنمنعه ما بقينا.

[أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة مدني متهم بالكذب ووضع الحديث مات سنة 162. عمر بن عبد الله: روى ابن أبي سبرة مرات عن عمر بن عبد الله العنسي، وهذا مصري بيض له ابن يونس في تاريخ مصر. جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم مجهول الحال، ليس بصحابي وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات مرسلة]. فهذا إسناد تالف.

 

المطلب الثاني

الروايات الواردة في هذه القصة وفيها “أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!”

 

* حديث علي رضي الله عنه

ـ روى ابن حنبل في المسند وفي فضائل الصحابة وعبد الله بن أحمد في زوائد فضائل الصحابة والبزار من طريقين عن شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبَّاد بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، فقال لهم: “من يضمن عني دَيني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟!”. فقال رجل: يا رسول الله، أنت كنت بحرا، من يقوم بهذا؟!. ثم قال لآخر، فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي: أنا. [شريك بن عبد الله بن أبى شريك النخعي كوفي صدوق ثقة فيه لين قد يدلس الإسناد ومات سنة 177. سليمان بن مهران الأعمش كوفي ثقة قد يدلس الإسناد مات سنة 148. المنهال بن عمرو كوفي صدوق ثقة مات قرابة سنة 115. عباد بن عبد الله الأسدي كوفي ضعيف]. فهذا إسناد ضعيف.

ورواه ابن أبي حاتم في التفسير عن أبيه عن الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن علي بنحوه، وفيه: فقال: أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي؟. [الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي رازي صدوق. عبد الله بن عبد القدوس رازي كوفي ضعيف. عبد الله بن الحارث: الظاهر أن المنهال بن عمرو روى عن عباد بن عبد الله، كما في الرواية السابقة والرواية التالية، وأما عبد الله بن الحارث بن نوفل فهو ثقة مات سنة 84]. فهذا إسناد ضعيف.

ورواه ابن عساكر من طريق محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي عن عباد بن يعقوب عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي بنحوه، وفيه: فقال: أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!. فسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، ثلاث مرات، فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: أنت يا علي أنت يا علي. [محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي كوفي ضعيف مات سنة 326. عباد بن يعقوب الرواجني كوفي صدوق ثقة فيه لين ومات سنة 250. عبد الله بن عبد القدوس رازي كوفي ضعيف. عباد بن عبد الله كوفي ضعيف]. فهذا إسناد تالف.

ورواه البزار والطبري في التاريخ وابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن علي رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا علي، اصنع رجل شاة بصاع من طعام، واجمع لي بني هاشم”. وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها، ثم تناول القدح، فشربوا منه حتى رَوُوا، يعني من اللبن، فقال بعضهم ما رأينا كالسحر، يرون أنه أبو لهب الذي قاله، فقال: “يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعِدَّ قعبا من لبن”. ففعلت، فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأول، وشربوا كما شربوا في المرة الأولى، وفضل فيه كما فضل في المرة الأولى، فقال ما رأينا اليوم في السحر!، فقال: “يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعدَّ قعبا من لبن”. ففعلت، فقال: “يا علي اجمع لي بني هاشم”. فجمعتهم، فأكلوا وشربوا، فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أيكم يقضي عني ديني؟!”. فسكتُّ وسكت القوم، فأعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنطق، فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: “أنت يا علي أنت يا علي”.

وجاء عند الطبري وابن عساكر: فقال: “يا بني عبد المطلب، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟”. فأحجم القوم عنها جميعا، وقلتُ: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال: “إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا”. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!. [عبد الغفار بن القاسم كوفي متروك الحديث مات قرابة سنة 165]. فهذا إسناد تالف.

ـ روى ابن حنبل والنسائيُّ في الكبرى والطبري في التاريخ عن عفان بن مسلم عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي رضي الله عنه أنه قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب، فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو كأنه لم يُمس، فقال: “يا بني عبد المطلب، إني بُعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟!”. فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال اجلس، ثلاث مرات، حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. وجاء عند النسائي والطبري: “فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟!”.

[عفان بن مسلم بصري سكن بغداد ثقة فيه لين مات سنة 220. أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري واسطي ثقة إذا حدث من كتابه، و إذا حدث من حفظه غلط كثيرا، ومات سنة 176. عثمان بن المغيرة كوفي ثقة. أبو صادق الأزدي كوفي صدوق ثقة مات قرابة سنة 105. ربيعة بن ناجذ الأزدي كوفي وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وهما من المتساهلين في التوثيق].

هذا إسناد لا بأس به، ولكنه معلول، فقد روى الخلال في العلل عن الأثرم أنه سأل أبا عبد الله أحمد ابن حنبل عن هذا الحديث فقال: [هذا مما أخطأ فيه، وقال لنا موسى بن إسماعيل “هكذا حدثنا به أبو عوانة من حفظه، وأخطأ فيه، وحدثنا به من كتابه عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن ميسرة الكندي عن علي”].

[موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي بصري ثقة مات سنة 223. سالم بن أبي الجعد كوفي ثقة يرسل ومات سنة 99 تقريبا. ميسرة بن عزيز الكندي لم أجد فيه سوى أن ذكره ابن حبان في الثقات]. فهذا إسناد ضعيف.

ـ ورواه ابن عساكر من طريق الحارث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد عن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي عن نافع عن سالم عن علي بنحوه، وفيه: من يؤازرني على ما أنا عليه ويتابعني على أن يكون أخي وله الجنة؟!.

[محمد بن سعد: قال ابن حجر: محمد بن سعد بن منيع بصري صدوق نزيل بغداد مات سنة 230. علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني، بصري سكن المدائن ثم انتقل عنها إلى بغداد، صدوق ثقة في الأخبار ليس بالقوي في الحديث، مات سنة 224 عن 93 سنة. يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي مدني انتقل إلى البصرة متروك الحديث متهم بالكذب والوضع مات قرابة سنة 155]. فهذا إسناد تالف.

* حديث البراء بن عازب رضي الله عنه

ـ رواه الثعلبي في التفسير عن الحسين بن محمد بن الحسين عن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري عن عباد بن يعقوب عن علي بن هاشم عن صباح بن يحيى المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق السَبيعي عن البراء أنه قال: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الأقربين} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب، وفيه: من يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني؟!”. فسكت القوم، وأعاد ذلك ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي أنا، فقال: “أنت”. فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمِّر عليك.

[الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري نزيل نيسابور صدوق فيه لين مات سنة 414. موسى بن محمد بن علي بن عبد الله لم أجد له ترجمة. الحسن بن علي بن شبيب المعمري بغدادي ثقة فيه لين مات سنة 295. عباد بن يعقوب الرواجني كوفي صدوق ثقة فيه لين ومات سنة 250. علي بن هاشم بن البريد كوفي صدوق ثقة فيه لين مات سنة 179. صباح بن يحيى المزني كوفي ضعيف مات قرابة سنة 155. زكريا بن ميسرة مجهول]. فهذا إسناد تالف.

* حديث أبي رافع رضي الله عنه

ـ رواه ابن عساكر من طريق محمد بن يوسف عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني عن أبي الحسن أحمد بن يعقوب الجعفي عن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين عن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع، وفيه: “فمن منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وقاضيَ ديني ومنجز عِدَاتي؟!”.

[محمد بن يوسف: هو محمد بن يوسف بن أحمد أبو الحسن البغدادي الأخباري الأديب، وهذا بيض له ابن عساكر وقال: حدث بدمشق سنة 397. محمد بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله لم أجد له ترجمة. أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني هو ابن عقدة كوفي من حفاظ الحديث صدوق فيه لين مات سنة 332. أحمد بن يعقوب الجعفي لم أجد له ترجمة. علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين لم أجد له ترجمة. إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين لم أجد له ترجمة. إسماعيل بن الحكم الرافعي صويلح. عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ذكره ابن حبان في الثقات. أبوه عبيد الله بن أبي رافع مدني ثقة مات قرابة سنة 95. أبو رافع صحابي رضي الله عنه مات سنة 36 أو بعدها]. فهذا إسناد تالف.

ورواه ابن عساكر عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر عن أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار عن أبي الحسن العتيقي عن أبي الحسن الدارقطني عن أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله بن جعفر المحمدي عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبي رافع أنه قال: كنت قاعدا بعدما بايع الناس أبا بكر، فسمعت أبا بكر يقول للعباس: أنشدك الله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بني عبد المطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعكم دون قريش فقال “يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا وخليفة في أهله، فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي”؟!.

[محمد بن إبراهيم بن جعفر دمشقي كان يلقن مات سنة 535. أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار دمشقي بيض له الذهبي في تاريخ الإسلام مات سنة 499. أبو الحسن العتيقي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بغدادي صدوق ثقة مات سنة 441. أبو الحسن الدارقطني علي بن عمر بغدادي إمام حافظ مات سنة 385. أحمد بن محمد بن سعيد هو ابن عقدة كوفي من حفاظ الحديث صدوق فيه لين مات سنة 332. جعفر بن عبد الله بن جعفر المحمدي هو جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، ذكره ابن حجر في لسان الميزان ونقل توثيقه عن النجاشي الشيعي الإمامي في كتابه رجال الشيعة، وذكره أبو أحمد الحاكم في كتاب الأسماء والكنى وبيض له وكناه أبا عبد الله، فهو مجهول الحال. عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ذكره السخاوي في كتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، ولم يذكر له شيخا ولا تلميذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول الحال. أبوه علي بن عمر بن علي مدني ذكره ابن حبان في الثقات. أبوه عمر بن علي زين العابدين: قال ابن حجر: مدني صدوق فاضل. علي زين العابدين: قال ابن حجر: مدني ثقة ثبت مات سنة 93 وقيل غير ذلك]. فهذا إسناد ضعيف.

* خلاصة درجة الحديث:

حديث “أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي؟!” أسانيده ضعيفة أو تالفة، فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفضائل علي رضي الله عنه ثابتة في الأحاديث الصحيحة، وليست بحاجة إلى أن نعضدها بالروايات الضعيفة.

وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 3/ 12/ 1437، الموافق 5/ 9/ 2016، والحمد لله رب العالمين.