حديث لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم

 

حديث “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها”

ولفظه في بعض طرقه “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن”

 

رُوي هذا الحديث من رواية أبي هريرة وعبد الله بن أبي أوفى وزيد بن أرقم وصهيب ومعاذ بن جبل وعائشة وأنس بن مالك وبريدة وقيس بن سعد بن عبادة وجابر بن عبد الله وابن عباس وغيلان بن سلمة وعصمة بن مالك الخطمي وسراقة بن مالك ومن مرسل ثعلبة بن أبي مالك:

* فأما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي والبزار وابن حبان والبيهقي في السنن الكبرى من طريق النضر بن شميل وأبي أسامة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة به مرفوعا. [محمد بن عمرو بن علقمة صدوق فيه لين وخاصة في روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة]. فهذا الطريق لين.

ورواه البزار والحاكم وابن عدي من طريق سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به. [سليمان بن داود اليمامي منكر الحديث].

* وأما حديث ابن أبي أوفى وزيد بن أرقم وصهيب فمداره على القاسم بن عوف:

فأما حديث ابن أبي أوفى فرواه أحمد وابن ماجه وابن حبان وابن صاعد في مسند ابن أبي أوفى والبيهقي عن إسماعيل ابن علية وحماد بن زيد عن أيوب السختياني عن القاسم بن عوف الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى به مرفوعا. [القاسم بن عوف كوفي لين مات قرابة سنة 115. عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه صحابي نزل الكوفة مات سنة 87]. فهذا إسناد لين.

وأما حديث زيد بن أرقم فرواه البزار والطبراني في الكبير وابن عدي من طريقين عن قتادة عن القاسم بن عوف عن زيد بن أرقم مرفوعا به نحوه. فرجع هذا الطريق إلى طريق حديث ابن أبي أوفى.

وأما حديث صهيب فرواه الطبراني في الكبير من طريق النهاس بن قهم عن القاسم بن عوف الشيباني عن ابن أبي ليلى عن أبيه عن صهيب مرفوعا به نحوه. [النهاس بن قهم ضعيف يروي المناكير].

* وأما حديث معاذ بن جبل فرواه ابن أبي شيبة وابن حنبل والحارث بن أبي أسامة من طريقين عن الأعمش عن أبي ظبيان عن رجل من الأنصار عن معاذ بن جبل مرفوعا به نحوه. [أبو ظبيان حصين بن جندب كوفي ثقة مات سنة 90 تقريبا]. وفيه راو مبهم. فهذا الطريق ضعيف.

ورواه البخاري في التاريخ الكبير عن عبد الرحمن بن شريك عن أبيه عن أبي خلف عن الحارث بن عَميرة الحارثي عن معاذ به. [عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي كوفي ضعيف. شريك بن عبد الله النخعي كوفي صدوق تغير حفظه بعدما ولي القضاء ومات سنة 177. أبو خلف مجهول. الحارث بن عَميرة الحارثي الأزدي زبيدي قدم الشام والمدائن ومات سنة 62 تقريبا، ذكره ابن حبان في الثقات]. فهذا الطريق شديد الضعف. والصواب في رواية شريك أنها عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن قيس بن سعد بن عبادة، كما سيأتي في حديث قيس بن سعد.

* وأما حديث عائشة فرواه ابن أبي شيبة وابن حنبل عن اثنين عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [علي بن زيد ضعيف].

* وأما حديث أنس بن مالك فرواه أحمد والبزار والنسائي في الكبرى من طريق خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك به مرفوعا. [خلف بن خليفة صدوق وعُمِّر حتى اختلط].

ورواه الآجري في الشريعة عن الفريابي عن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي عن عباد بن يوسف الكندي أبي عثمان عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس البكري عن أنس بن مالك مرفوعا به نحوه. [الفريابي جعفر بن محمد بن الحسن إمام حافظ ولد سنة 207 ومات سنة 301. إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي صدوق ثقة ولد سنة 152 ومات سنة 235. عباد بن يوسف الكندي أبو عثمان حمصي ليس بالقوي. أبو جعفر الرازي عيسى بن أبى عيسى صدوق ثقة فيه لين مات قرابة سنة 155. الربيع بن أنس بصري صدوق مات سنة 139]. فهذا الإسناد ضعيف.

* وأما حديث بريدة فرواه الدارمي والروياني وابن الأعرابي والحاكم من طريق حبان بن علي، ورواه الروياني عن محمد بن إسحاق الصاغاني عن محمد بن حميد الرازي عن تميم بن عبد المؤمن، كلاهما عن صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به مرفوعا. [صالح بن حيان ضعيف].

* وأما حديث قيس بن سعد بن عبادة فرواه الدارمي وأبو داود وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والبزار والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير والحاكم، من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك بن عبد الله النخعي عن حُصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن قيس بن سعد بن عبادة به مرفوعا. [إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة ولد سنة 117 ومات سنة 195، وكان ممن كتب عن شريك بواسط من كتابه. شريك كوفي صدوق فيه لين، تغير حفظه منذ ولي القضاء، وُلد سنة 90 ومات سنة 177. حُصين بن عبد الرحمن كوفي ثقة تغير حفظه لما كبر، ولد سنة 43 ومات سنة 136].

حُصين بن عبد الرحمن: روى البخاري ومسلم من طريق جماعة من الرواة عنه، والذين وقفت على تواريخ ولاداتهم منهم عشرة، وهي هذه: 83، 95، 97، 100، 104، 110 ثلاثة من الرواة، 111، 118، فشريك بن عبد الله النخعي الذي وُلد سنة 90 هو من أقدم الرواة الذين أدركوا حصينا، فالظاهر أنه أدركه قبل تغير حفظه، فهذا الطريق لا بأس به.

* وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعا. [إسماعيل بن عبد الملك ضعيف].

* وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في الكبير عن العباس بن الفضل الأسفاطي عن أبي عون الزيادي عن أبي عزة الدباغ عن أبي يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس به مرفوعا. [العباس بن الفضل الأسفاطي من الشيوخ الذين أكثر عنهم الطبراني، ترجم له ابن عساكر وذكر من الرواة عنه خمسة ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. أبو عون الزيادي محمد بن عون ذكره ابن حبان في الثقات. أبو عزة الدباغ الحكم بن طهمان ثقة فيه لين. أبو يزيد المديني وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه]. فهذا الطريق ضعيف.

* وأما حديث غيلان بن سلمة فرواه الطبراني في الكبير من طريق شبيب بن شيبة عن بشر بن عاصم الثقفي عن غيلان بن سلمة به مرفوعا. [شبيب بن شيبة ضعيف].

* وأما حديث عصمة بن مالك الخطمي فرواه الطبراني في الكبير من طريق الفضل بن المختار عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي به مرفوعا. [الفضل بن المختار منكر الحديث جدا].

* وأما حديث سراقة بن مالك فرواه الطبراني في الكبير عن محمد بن الفضل السقطي وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطي عن إبراهيم بن المستمر العروقي عن وهب بن جرير عن موسى بن علي عن أبيه عن سراقة بن مالك مرفوعا. [إبراهيم بن المستمر العروقي بصري صدوق مات قرابة سنة 245. وهب بن جرير بصري ثقة فيه لين مات سنة 207. موسى بن علي بن رباح اللخمي مصري ثقة فيه لين، ولد سنة 90 ومات سنة 163. علي بن رباح اللخمي الإفريقي المصري ثقة، ولد سنة 15 ومات سنة 114. سراقة بن مالك صحابي مشهور مات سنة 24]. السند منقطع بين التابعي والصحابي فهو ضعيف.

* وأما مرسل ثعلبة بن أبي مالك فرواه الآجري عن الفريابي أنه قرأ على أبي مصعب وكتب من أصل كتابه وقرأ عليه وهو ينظر في كتابه أن عبد العزيز بن أبي حازم حدثه عن يزيد ابن الهاد عن ثعلبة بن أبي مالك مرفوعا به نحوه.

[الفريابي جعفر بن محمد بن الحسن إمام حافظ ولد سنة 207 ومات سنة 301. أبو مصعب الزهري أحمد بن أبي بكر مدني صدوق ولد سنة 150 ومات سنة 242. عبد العزيز بن أبي حازم مدني صدوق ثقة ولد سنة 107 ومات سنة 184. يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد مدني ثقة مات سنة 139. ثعلبة بن أبي مالك القُرظي إمام مسجد بني قريظة، من كبار التابعين، كان سنه فوق العاشرة عندما توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وثقه العجلي وذكره ابن حبان في ثقات التابعين]. فهذا الإسناد لا بأس به.

* ـ درجة الحديث: صحيح لغيره بمجموع هذه الطرق.

وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 24/ 7/ 1438، الموافق 20/ 4/ 2017، والحمد لله رب العالمين.