نبذة عن التصوف

نبذة عن التصوف من كتابي عقائد الأشاعرة

قلت في كتابي عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين:

أختمُ هذه الفقرة بما قاله الإمـام أبو بكر محمد بن إسـحاق الكلاباذي المتوفى سـنة 380، وهو من أعرف الناس بمذاهب الصوفيين ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه، قال رحمه الله في وصف الصوفيين: “هم أشفقُ الناس على خلق الله وأكثرُهم طلبا للسنة والآثار وأحرصُهم على اتباعها”.

أقول:

فمن لم يكن مِن أشفق الناس على خلق الله ومن أكثر الناس طلبا للسنة والآثار ومن أحرصهم على اتباعها وادعى أنه من الصوفيين فقوله باطل ودعواه كاذبة.

كما أختمُ هذه الفقرة بما قاله أحـد كبـار الصوفيين وهو الإمـام عبد الكريم بن هوازن القشيري المتوفى سـنة 465، فقد قال رحمه الله في تفسير قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: “الصراط المستقيم: ما عليه من الكتاب والسنة دليل، وليس للبدعة عليه سلطان ولا إليه سبيل، الصراط المستقيم ما شهدتْ بصحته دلائل التوحيد، ونبهتْ عليه شواهد التحقيق، الصراط المستقيم ما دَرَجَ عليه سلف الأمة، ونطقت بصوابه دلائل العبرة”.

ثم بما قاله أحـد كبـار الصوفيين وهو أبو حفص عمر بن محمد السَّـهرَوَردي المتوفى سنة 632، فقد قال رحمه الله: “كل علم لا يوافق الكتاب والسنة وما هو مستفاد منهما أو معين على فهمهما أو مستند إليهما ـ كائنا ما كان ـ فهو رذيلة وليس بفضيلة، يزداد الإنسان به هوانا ورذالة في الدنيا والآخرة”.

ثم بما قاله أحد كبار أئمة التصوف وهو السيد أحمد الرفاعي المتوفى سنة 578، فقد قال رحمه الله: “إذا رأيتم واعظا أو قاصًّا أو مدرسا فخذوا منه كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أئمة الدين الذين يحكمون عدلا ويقولون حقا، واطرحوا ما زاد، وإن أتى بما لم يأت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا به وجهه”.

أقول:

فهذا كلام أهل التحقيق والرسوخ من الصوفيين، ومن قال بخلاف هذا فاضربوا به وجهه.