نبذة 15: كلمة وسط بين التقديس و التسفيه

لكل علم من العلوم الإسلامية علماءُ كبارٌ عظامٌ أئمة.
في التفسير وفي علوم القرآن وفي الحديث الشريف وفي علوم الحديث وفي الجرح والتعديل وفي الفقه وفي أصول الفقه وفي القواعد الفقهية وفي السيرة النبوية وفي التاريخ الإسلامي وفي علوم اللغة العربية التي لا يجوز لمن لم يخض في غمار بحورها أن يتكلم في علوم القرآن والحديث .
كثير من الناس يظن أن ما كتبه أولئك الأئمة العظام صحيح كله لا مطعن فيه ولا في كلمة منه البتة .
وكثير منهم مَن لا يرفع بالأئمة وبعلومهم رأسا ويشمئز قلبه إذا سمع أو قرأ كلمات في الثناء عليهم.
كلا الفريقين في هذا الزمان لا يحمل الموقف الصحيح وإن كان بين هذين فرق عظيم جدا؛
الفريق الأول ينطلق من حسن الظن ويبوء بالأجر
والفريق الثاني يتبع الهوى ويبوء بالوزر
أيها الأحباب الكرام
أئمتنا وعلماؤنا كبراؤنا ، وليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه،
لكن لا نرفعهم لمرتبة القداسة والعصمة
المجتهد في مسألةٍ أو بابٍ من مسائلِ أو أبوابِ العلم يحق له أن يناقش مناقشة علمية ويدلي برأيه المدعَّم بالأدلة والقرائن،
وهذا هو الذي إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر واحد.
أما الذي هو في مرتبة التقليد ولم يبلغ درجة الاجتهاد في المسألة التي يخوض غمارها فلا يُعتد بقوله سواء في ذلك أخطأ أو أصاب لأنه تعدى طوره وتكلم بغير علم وعليه الوزر في كلتا الحالتين.
وقد قال ربنا عز وجل ولا تقـْفُ ما ليس لك به علم
حفظكم المولى بحفظه

[ السبت ١٩ شوال ١٤٤٠ ]