الدخول على السلطان الصالح والسلطان البعيد عن طريق الصلاح
الدخول على السلطان الصالح أو السلطان الذي هو قابل للنصح وللمشي في طريق الصلاح والإصلاح هو من الفضائل، وفيه خير كبير.
وقد روى مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الدين النصيحة”. قال: قلنا: لمن؟. قال: “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”.
أما الدخول على السلطان البعيد عن طريق الصلاح والإصلاح فهذا ما حذر منه العلماء الصادقون، وخاصة إذا دخل عليه العالم لينال لديه حظا من الدنيا، من المال أو الوجاهة، لا للنصح والإصلاح.
استشار أبو وائل شقيقُ بن سلمة علقمةَ بن قيس رحمهما الله في الدخول على عبيد الله بن زياد فقال له: “لن تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك مثله”.
فأولئك الذين حذر السلف من الدخول عليهم.
قال أبو حامد الغزالي المتوفى سنة 505 رحمه الله: “الدخول على الأمراء والعمال الظلمة مذموم جدا في الشرع، وفيه تغليظات وتشديدات تواردتْ بها الأخبار والآثار، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم أو كاد أن يسلم، ومن وقع معهم في دنياهم فهو منهم”.