حديث المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث “المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان”

هذا الحديث رواه مسلم [3388] وعبد بن حميد [1061] وأبو داود [2151] والترمذي [1158] والنسائي في الكبرى [9072] وأبو عوانة في المستخرج [4464] والطحاوي في مشكل الآثار [5550] والطبراني في الكبير [132 من ج 24] والأوسط [2385] وأبو نعيم في المستخرج [3242] وابن حبان [5572] والبيهقي [13646]، من ثلاثة طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه فقال: “إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه”.

ورواه مسلم [3389] وابن حنبل [14537] وأبو عوانة [4465] وأبو نعيم [3243] كلاهما في المستخرج والبيهقي في شعب الإيمان [5052]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الرحمن بن علقمة عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به نحوه.

ورواه النسائي في الكبرى [9073] عن قتيبة بن سعيد عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

[أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس مكي صدوق ثقة فيه لين وقد يدلس الإسناد، مات سنة 126]. لم يصرح أبو الزبير في كل تلك الطرق بما يدل على سماعه هذا الحديثَ من جابر، فالسند منقطع.

قال الترمذي بعد تخريجه الحديثَ: “حديث جابر حديث حسن صحيح غريب”. وقال النسائي في الكبرى بعد تخريجه للرواية المتصلة من طريق هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر ثم للرواية المرسلة من طريق حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا: “هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله”. فكلام الترمذي يشير إلى صحة ظاهر الإسناد وغرابة المتن، وكلام النسائي يشير إلى إعلال الحديث عنده بالإرسال.

ـ قد يُقال: إنما أعلَّ الإمام النسائي الرواية الموصولة لأنه وقف على هذا الحديث من طريق راو واحد عن أبي الزبير بالوصل ومن طريق راو واحد عنه بالإرسال فرجح المرسل، وحيث إننا وقفنا على هذا الحديث من طريقين عن أبي الزبير بالوصل ومن طريق راو واحد عنه بالإرسال فلا بد من ترجيح الرواية الموصولة!.

أقول: لا بأس، لكن أبو الزبير قد يدلس الإسناد، وحيث إنه لم يصرح بما يدل على سماعه لهذا الحديث من جابر رضي الله عنه فالإسناد ضعيف.

ـ الأصح عندي في هذا أن أصل الحديث هو ما رواه مسلم [3390] وأبو عوانة [4466] وأبو نعيم [3244] في مستخرجيهما وابن حبان في صحيحه [5573] من طريق معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا أحدُكم أعجبتْه المرأة فوقعت في قلبه فليعمِدْ إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه”.

ورواه ابن حنبل [14672، 14744] والخرائطي في كتاب اعتلال القلوب [239] والطبراني في الأوسط [9073] من أربعة طرق عن ابن لهيعة عن أبي الزبير به، وجاء في الموضع الثاني عند ابن حنبل تصريح أبي الزبير بما يدل على السماع، بخلاف الطرق الثلاثة الأخرى، فلا يُعتد به.

وله شاهدان مرسلان من رواية عبد الله بن حبيب وسالم بن أبي الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم وشاهد موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه في مصنف ابن أبي شيبة [17484، 17487، 17486].

ـ هذا وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء هذا الحديث مع أحاديث أخر وقال: “هذه غرائب، وهي في صحيح مسلم”.

* ـ الخلاصة:

الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ “إذا أحدُكم أعجبتْه المرأة فوقعت في قلبه فليعمِدْ إلى امرأته فليواقعْها، فإن ذلك يرد ما في نفسه”.

وغير ثابت باللفظ الآخر “إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان”. والله أعلم.

وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 14/ 4/ 1437، الموافق 24/ 1/ 2016، سوى بعض الإضافات والتعديلات، والحمد لله رب العالمين.