انتشار الفساد في البلدان الإسلامية

انتشار الفساد في البلدان الإسلامية

نص السؤال:

فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا نستغرب من انتشار الفساد في بلاد المسلمين؟

لماذا نستغرب من انتشار السرقة والاختلاس ونهب الأموال العامة في مؤسسات الدولة؟

طالما لدينا صك مجاني لدخول الجنة بدون تعب وبدون الحاجة للعمل الصالح ، بدون الحاجة لترك الكبائر ، فكل ما علينا فعله هو قول “لا إله إلا الله” وأن نموت على ذلك

عن أبى ذر الغفاري رضى الله عنه أنه قال :

” أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبٌ أبيضُ ، وهو نائمٌ ، ثم أتيْتُه وقد استيقَظَ ، فقال : ما مِن عبدٍ قال : “لا إلهَ إلا اللهُ” ، ثم ماتَ على ذلك إلا دخَلَ الجنةَ .

 قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ؟

قال : وإن زنى وإن سَرَقَ .

 قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ؟

قال: وإن زنى وإن سَرَقَ .

 قلتُ : وإن زنى وإن سَرَقَ؟

قال : وإن زنى وإن سَرَقَ على رَغْمِ أنفِ أبي ذرٍّ .

 وكان أبو ذرٍّ إذا حدَّثَ بهذا قال : وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذرٍّ ” .

الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري

 – المصدر: صحيح البخاري

مهما حاول شراح الحديث تبرير وشرح الحديث …

لن يستطيعوا أن ينفوا أن هذا الحديث يشجع على السرقة والزنا …

ويجعل من السرقة والزنا أمرا غير مستنكرا طالما أن غاية أي مسلم هو الجنة ….

باختصار معنى الحديث: (عليك بالإيمان بلا إله إلا الله وأعمل ما شئت فإنك في الجنة)

وهذا ما يفعله المسلمون في الواقع ، ثم نتباكى بسبب الفساد المستشري بيننا

ليت من وضع الحديث على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام أشار إلى التوبة وعدم الإصرار على الفعل ، أو على الاستغفار ، ولكنه تعمد تكرار قول وإن زنى و و إن سرق ثلاث مرات

 وفي الثالثة رغم أنف أبي ذر …

شرع الفقهاء ورجال الدين يقول: إن من يسرق بيضة تقطع يده

 بينما من ينهب المال العام ويختلس أموال الدولة فلا تقطع يده وعقوبته يقررها ولي الأمر الذي لا يعاقبه عادة (حاميها حراميها)

عن جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:

 “لَيْسَ عَلَى خَائِنٍ، وَلَا مُنْتَهِبٍ، وَلَا مُخْتَلِسٍ قَطْعٌ”

رواه الترمذي وصححه الالباني

عن أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

 “لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ”

رواه البخاري ومسلم

قال ابن القيم موضحا اسباب هذا التفريق والتمييز في الحكم:

وأما قطع يد السارق في ثلاثة دراهم ، وترك قطع المختلس والمنتهب والغاصب فمن تمام حكمة الشارع أيضا

 فإن السارق لا يمكن الاحتراز منه ؛ فإنه ينقب الدور ، ويهتك الحرز ، ويكسر القفل ، ولا يمكن صاحب المتاع الاحتراز بأكثر من ذلك ، فلو لم يشرع قطعه لسرق النَّاس بعضُهم بعضاً ، وعظم الضرر ، واشتدت المحنة بالسرَّاق ، بخلاف المنتهب والمختلس ؛ فإن المنتهب هو الذي يأخذ المال جهرة بمرأى من الناس ، فيمكنهم أن يأخذوا على يديه ، ويخلِّصوا حقَّ المظلوم ، أو يشهدوا له عند الحاكم ، وأما المختلس فإنه إنما يأخذ المال على حين غفلةٍ من مالكه وغيره ، فلا يخلو من نوع تفريطٍ يمكن به المختلس من اختلاسه ، وإلا فمع كمال التحفظ والتيقظ لا يمكنه الاختلاس ، فليس كالسارق ، بل هو بالخائن أشبه ….

طبعا لأن الحكام والوزراء وزبانيتهم هم من ينهبون ويختلسون أموال الدولة ، لذلك كان لا بد من التبرير لهم ، وعدم معاملتهم معاملة السارق . ثم يأتي مغفل يقول هذا شرع الله ودين الله .

الخلاصة:

الفساد سببه مجموعة كبيرة من الأحاديث المكذوبة على لسان النبي عليه الصلاة والسلام وما بني عليها من أحكام فقهيه شرعت للحكم المستبد الذي افسد البلاد والعباد .

لذا أعتقد أن واجبنا مراجعة و تنقية تراثنا لنعود لأصل الدين (ولقد كرمنا بني آدم)  فالإسلام قمة الإنسانية و منتهى العدل والجمال و الذوق و الادب و الأخلاق

اما الطريق الى تحرير البلاد والعباد فأعتقد أنه يبدأ

1- بتحرير عقولنا من القيود التي حرمتنا من تعلم مهارات التفكير بسبب سيادة منهج الاملاء و التلقين

2- و بالانتقال إلى منهج الله الذي يدعونا بالليل والنهار الى اطلاق طاقات عقولنا في التفكير و التدبر والحوار

جواب الشيخ صلاح :

هنالك أحاديث نبوية كثيرة فيها وعد بالجنة لمن آمن ولو عمل المعاصي

وهنالك أحاديث نبوية كثيرة فيها وعيد للعصاة بنار جهنم

ولا بد عند أهل السنة من فهم الدين بالجمع بين نصوص الوعد ونصوص الوعيد

فالأولى تقريب للعاصي إلى طريق الخير كي لا ييأس وفيها تحريك القلب للرجاء ووعد بدخول الجنة في المآل بعد أن يُنقى العاصي من الذنوب في جهنم

والثانية تحذير للمؤمن من أن يقترف معصية من المعاصي وفيها تحريك القلب للخوف من دخول النار إن لم يتب حتى وإن كان المآل دخول الجنة

ولا يكتمل الدين إلا بالخوف والرجاء ولا تناقض بين الأمرين

أما الذين يروون للناس نصوص الوعد ولا يقيدونها بنصوص الوعيد فهؤلاء يدخلون تحت مسمى الإرجاء المذموم

ولعظيم شر المرجئة وفسادهم وإفسادهم قال الفقيه الحنبلي إنهم شر طائفة على الإسلام

وسبقه الإمام الزهري رحمه الله فقال ما ابتـُدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من الإرجاء.