بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين
هذه المسألة من مسائل علم الكلام الذي دخل على المسلمين مع ترجمة كتب اليونان، ففيه البحث في الذات والصفات وهل الصفات زائدة على الذات أو لا.
دخل بعض المسلمين في هذه الأبحاث وانشغلوا بها، وهؤلاء هم علماء الكلام، وليتهم لم يضيعوا نفائس الأوقات في هذا البحث العقيم.
يقول بعضهم ـ وهم المعتزلة ـ نحن نثبت لله جل وعلا كونه عالما، ولا نقول له صفة زائدة على الذات هي صفة العلم، فأثبتوا لله حالا هو كونه عالما دون إثبات الصفة.
ويقول الأشاعرة نحن نثبت لله جل وعلا كونه عالما وأن له صفة زائدة على الذات هي صفة العلم، فهو عالم بعلم، ولهم على ذلك أدلة عقلية ونقلية، منها قوله تعالى {لكنِ اللهُ يشهد بما أنزَل إليك أنزله بعلمه}. فأثبتوا لله جل وعلا كونه عالما قادرا سميعا بصيرا وصفة العلم والقدرة والسمع والبصر ونحو ذلك.
ومن نافلة القول هنا إيضاح قول بعض نفاة الصفات، فبعض الناس إذا سمع أن المعتزلة لا يثبتون لله جل وعلا صفة القدرة مثلا يتوهم أنهم يقولون بخلافها، وهذا كفر والعياذ بالله، وليس هذا هو قولَهم، بل يثبتون كونه قادرا، لكن لا يقولون بثبوت صفة القدرة، وهكذا.
وذكر بعض الأشاعرة في صفات الله تعالى العلمَ والقدرة والسمع والبصر ونحوَها وسمَّوها صفات المعاني، وكونَه عالما قادرا سميعا بصيرا ونحوها وسمَّوها الصفات المعنوية، إيغالا في مخالفة المعتزلة وأن مدلولات هذه غير مدلولات تلك.
ورأى بعضهم أنه يكفي إثبات صفات المعاني ولا داعي لذكر الصفات المعنوية معها، لأن مدلولات صفات المعاني متضمنة لمدلولات الصفات المعنوية.
هذا ما يحضرني الآن، والله أعلم.
وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 23/ 1/ 1437، والحمد لله رب العالمين.