حديث من كنت مولاه فعلي مولاه

حديث “من كنت مولاه فعلي مولاه”

* ـ هذا الحديث مرويٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق مجموعة من الصحابة ومن طريق زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقاص وبريدة بن الحصيب وأبي أيوب الأنصاري والبراء بن عازب وجابر بن عبد الله وغيرهم.

* ـ فأما حديث المجموعة من الصحابة فهو مروي عنهم من طريق سعيد بن وهب وزاذان وأبي الطفيل:

ـ رواه ابن حنبل [23107] والنَسائيُّ في السنن الكبرى [8417] والآجري في كتاب الشريعة [1541] عن محمد بن جعفر عن شعبة، والنَسائيُّ في السنن الكبرى [8418] عن علي بن محمد بن علي عن خلف بن تميم عن إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السَبيعي أنه قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نَشَدَ عليٌّ الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». نَشَدَ عليٌّ الناس: أي طلبَ من الناس.

[محمد بن جعفر بصري ثقة مات سنة 193. شعبة بن الحجاج واسطي بصري ثقة ثقة مات سنة 160. وعلي بن محمد بن علي المصيصي ثقة. خلف بن تميم كوفي صدوق ثقة مات سنة 213. إسرائيل بن يونس كوفي ثقة مات سنة 161. أبو إسحاق السَبيعي عمرو بن عبد الله كوفي ثقة اختلط بآخره، وقد يدلس الإسناد، مات سنة 127. سعيد بن وهب كوفي ثقة مات سنة 75]. شعبة هو ممن أخذ عن أبي إسحاق قبل اختلاطه، وقد اعتمد الشيخان في صحيحيهما على روايته عنه في عشرات المواضع، وصرَّح أبو إسحاق بالسماع في الروايتين كلتيهما، فهذا الطريق صحيح.

ورواه ابن أبي شيبة [32754 مع استدراك اسم سعيد بن وهب من طبعة مكتبة الرشد برقم 32091] عن شريك بن عبد الله النخعي، ورواه عبدُ الله بن أحمد في زوائد المسند [950] والبزار [4299] عن علي بن حكيم الأودي عن شريك، عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن يُثيع به. [علي بن حكيم الأودي كوفي صدوق ثقة مات سنة 231. شريك بن عبد الله النخعي كوفي صدوق ثم تغير حفظه، مات سنة 177. زيد بن يُثيع لا بأس به]. وفي هذه المتابعات مزيد توثيق لثبوت هذه الرواية.

ـ ورواه ابن حنبل [641] وفي فضائل الصحابة [991] عن عبد الله بن نُمير، وابنُ أبي عاصم في كتاب السنة [1372] عن عمار بن خالد عن إسحاق الأزرق، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر أنه قال: سمعت عليا في الرحبة وهو يَنْشُد الناس مَن شهد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال؟، فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

[عبد الله بن نُمير كوفي ثقة مات سنة 199. وعمار بن خالد واسطي صدوق ثقة مات سنة 260. إسحاق بن يوسف الأزرق واسطي صدوق ثقة مات سنة 195. عبد الملك بن أبي سليمان كوفي ثقة فيه لين مات سنة 145. أبو عبد الرحيم الكندي يظهر لي أنه حبيب بن يسار الكندي، وهذا كوفي ثقة. زاذان أبو عمر الكندي كوفي ثقة فيه لين مات سنة 82]. فهذا إسناد جيد في المتابعات.

ـ ورواه ابن حنبل [19302] والنسائي في الكبرى [8424] والطحاوي في مشكل الآثار [1762] وابن حبان في صحيحه [6931] من خمسة طرق عن فِطْر بن خليفة عن أبي الطفيل أنه قال: جمع عليٌّ رضي الله عنه الناس في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد الله كلَّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ما سمع لـَمَا قام. فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس: «أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟». قالوا: نعم يا رسول الله. قال: «من كنت مولاه فهذا مولاه». قال أبو الطفيل: فخرجتُ وكأنَّ في نفسي شيئا، فلقيتُ زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا يقول كذا وكذا. قال: فما تنكر؟!، قد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له.

[فِطْر بن خليفة كوفي ثقة فيه لين مات سنة 155. أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي أدرك ثماني سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه وروى عنه، وثقه ابن حنبل وابن سعد، مات سنة 110]. فهذا إسناد جيد في المتابعات.

فحديث جماعة من الصحابة في هذا ثابت عنهم بثلاثة أسانيد، أحدها صحيح والآخران جيدان.

* ـ وأما حديث زيد بن أرقم فهو مروي عنه من طريق أبي الطفيل وأبي الضحى وعطية بن سعد العوفي وميمون أبي عبد الله:

ـ رواه ابن أبي عاصم في السنة [1365] والبزار [4298] والطحاوي في مشكل الآثار [1765] عن أبي موسى محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم مرفوعا به. ورواه البزار [4300] والطبراني في الكبير [4970] من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش به.

[محمد بن المثنى بصري ثقة مات سنة 252. يحيى بن حماد بصري ثقة مات سنة 215. أبو عوانة الوضاح بن عبد الله واسطي ثقة فيه لين، مات سنة 175. سليمان بن مهران الأعمش كوفي ثقة قد يدلس الإسناد، مات سنة 148. حبيب بن أبي ثابت كوفي ثقة قد يدلس الإسناد، مات سنة 119. أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي أدرك ثماني سنين من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه وروى عنه، وثقه ابن حنبل وابن سعد، مات سنة 110]. فهذا الطريق جيد في المتابعات.

ـ ورواه ابن أبي عاصم في السنة [1371] عن أبي مسعود عن عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله، والطبرانيُّ في الكبير [4983] عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن إسماعيل بن موسى السدي عن علي بن عابس، كلاهما عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم مرفوعا به.

[أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثقة فيه لين مات سنة 258. عمرو بن عون الواسطي البصري ثقة مات سنة 225. خالد بن عبد الله الواسطي ثقة مات سنة 182. ومحمد بن عبد الله الحضرمي صدوق ثقة مات سنة 297. إسماعيل بن موسى السُدِّي كوفي صدوق مات سنة 245. علي بن عابس كوفي ضعيف. الحسن بن عبيد الله النخعي كوفي ثقة مات سنة 139. أبو الضحى مسلم بن صُبيح كوفي ثقة مات سنة 100]. فهذا الطريق جيد في المتابعات.

ـ ورواه ابن حنبل [19279] وفي فضائل الصحابة [992] عن عبد الله بن نُمير، والطبرانيُّ في الكبير [5069] والآجُرِّي [1522] من طريق عَثَّام بن علي، والطبرانيُّ في الكبير [5070] من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، ثلاثتهم عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العَوْفي عن زيد بن أرقم مرفوعا به. ورواه الطبراني في الكبير [5071] عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب عن مصعب بن المقدام عن فضيل بن مرزوق عن عطية به.

[عبد الله بن نمير كوفي ثقة مات سنة 199. وعَثَّام بن علي كوفي صدوق ثقة مات سنة 195. وإسحاق بن يوسف الأزرق واسطي ثقة فيه لين مات سنة 195. عبد الملك بن أبي سليمان كوفي ثقة فيه لين مات سنة 145. محمد بن عبد الله الحضرمي صدوق ثقة مات سنة 297. أبو كريب محمد بن العلاء كوفي صدوق ثقة مات سنة 248. مصعب بن المقدام كوفي صدوق فيه لين مات سنة 203. فضيل بن مرزوق كوفي صدوق فيه لين مات سنة 160 تقريبا. عطية بن سعد بن جُنادة العَوْفي كوفي لين مات سنة 111]. فهذا الطريق لين.

ـ ورواه ابن حنبل [19328] والآجري [1520] عن محمد بن جعفر عن شعبة عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم مرفوعا به. ورواه النسائيُّ في الكبرى [8415] عن قتيبة بن سعيد عن محمد بن أبي عدي، وابنُ أبي عاصم في السنة [1362] عن نصر بن علي عن عبد الأعلى، كلاهما عن عوف عن ميمون أبي عبد الله به.

[محمد بن جعفر الهذلي بصري ثقة مات سنة 193. شعبة بن الحجاج واسطي بصري ثقة ثقة مات سنة 160. وقتيبة بن سعيد بلخي ثقة مات سنة 240. محمد بن إبراهيم بن أبي عدي بصري ثقة مات سنة 194. ونصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي بصري ثقة مات سنة 250. عبد الأعلى بن عبد الأعلى بصري ثقة فيه لين مات سنة 189. عوف بن أبي جميلة بصري ثقة مات سنة 146. ميمون أبو عبد الله بصري ضعيف]. فهذا الطريق ضعيف. والحديث عن زيد بن أرقم صحيح بمجموع هذه الطرق.

* ـ ملحوظة:

روى ابن حنبل هذا الحديث في فضائل الصحابة [959] والترمذي [3713] والطبراني في الكبير [3049] عن محمد بن جعفر عن شعبة عن سلمة بن كُهيل عن أبي الطفيل عن أبي سَريحة أو زيد بن أرقم مرفوعا به. وجاء عند ابن حنبل والترمذي أن شعبة هو الشاكُّ في اسم الصحابي. [أبو سَريحة صحابي اسمه حذيفة بن أَسيد].

قال الترمذي: “هذا حديث حسن غريب، وقد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه”.

وإذا جاءت الرواية على الشك فلا يصح الترجيح دون قرينة، وحيث إن هذا الحديث ثابت من رواية زيد بن أرقم فالظاهر أنه من روايته هو كذلك، والله أعلم.

* ـ وأما حديث سعد بن أبي وقاص فهو مروي عنه من طريق بُريدة وربيعة بن عمرو الجُرَشي وعائشة بنت سعد وعبد الرحمن بن سابط:

ـ رواه ابن أبي عاصم في السنة [1359] عن محمد بن يحيى، والنسائيُّ في السنن الكبرى [8414] عن زكريا بن يحيى عن نصر بن علي، كلاهما عن عبد الله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن بُريدة عن سعد مرفوعا به.

[محمد بن يحيى بن عبد الكريم بصري ثقة مات سنة 252. وزكريا بن يحيى السجزي ثقة مات سنة 289. نصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي بصري ثقة مات سنة 250 عبد الله بن داود الخُرَيبي كوفي سكن البصرة ثقة، مات سنة 213. عبد الواحد بن أيمن المخزومي مكي صدوق. والده أيمن المخزومي مكي صدوق]. فهذا إسناد جيد.

ملحوظة: جاء في السند عند ابن أبي عاصم هنا “عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جده”، وكلمة “عن جده” هي خطأ ظاهر، إذ ليس لوالد عبد الواحد رواية عن أبيه، فهذه اللفظة مقحمة في السند وليست منه، وسقط في السند عند النسائي ذكْر بريدة.

ـ ورواه النسائي في الكبرى [8427] والطحاوي في مشكل الآثار [1766] عن زكريا بن يحيى السجزي، والضياءُ المقدسي في الأحاديث المختارة [1014] من طريق إسحاق بن أحمد الخزاعي، كلاهما عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير عن مهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن سعد مرفوعا به.

ورواه البزار [1203] عن هلال بن بشر، والطحاويُّ في مشكل الآثار [1768] عن أحمد بن شعيب عن أحمد بن عثمان البصري، كلاهما عن محمد بن خالد ابن عَثْمة عن موسى بن يعقوب عن مهاجِر بن مسمار به.

[زكريا بن يحيى السجزي نزيل دمشق ثقة مات سنة 289. وإسحاق بن أحمد الخزاعي مكي وثقه الذهبي في سير أعلام النبلاء، مات سنة 308. محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة صدوق مات سنة 243. يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري مدني من رواة القراءات القرآنية، روى القراءة عن نافع بن أبي نُعيم، مات قرابة سنة 195].

[هلال بن بشر بصري ثقة مات سنة 246. وأحمد بن شعيب هو الإمام النسائي الثقة الحافظ المتوفى سنة 303. أحمد بن عثمان بن أبي عثمان بصري ثقة مات سنة 246. محمد بن خالد بن عَثْمة بصري صدوق فيه لين. موسى بن يعقوب الزَمْعِي مدني صدوق فيه لين].

[مهاجِر بن مسمار مدني ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له مسلم في صحيحه حديثين، وقال ابن سعد ليس بذاك. عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وثقها العجلي وذكرها ابن حبان في الثقات]. فهذا الطريق جيد في المتابعات.

ـ ورواه ابن أبي عاصم في السنة [1386] والقطيعي في زوائد فضائل الصحابة [1093] عن ابن كاسب عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ربيعة الجُرَشي عن سعد مرفوعا به. [يعقوب بن حُميد بن كاسب مدني ثم سكن مكة، صدوق فيه لين مات سنة 141. سفيان بن عيينة كوفي ثم مكي ثقة مات سنة 198. عبد الله بن أبي نَجيح مكي ثقة مات سنة 131. يسار أبو نجيح مكي ثقة مات سنة 109. ربيعة بن عمرو الجرشي دمشقي صدوق مات سنة 64]. فهذا الطريق لين.

ـ ورواه ابن أبي شيبة [32741] وابن ماجه [121] وابن أبي عاصم في السنة [1387] عن أبي معاوية محمد بن خازم، والنسائي في الكبرى [8343] عن حَرَمي بن يونس بن محمد عن أبي غسان عن عبد السلام، كلاهما عن موسى بن مسلم المعروف بموسى الصغير عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد مرفوعا به. [أبو معاوية محمد بن خازم كوفي ثقة فيه لين مات سنة 195. وحَرَمي بن يونس بن محمد اسمه إبراهيم بن يونس بن محمد، بغدادي صدوق. أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي كوفي ثقة مات سنة 217. عبد السلام بن حرب كوفي صدوق ثقة فيه لين مات سنة 187. موسى بن مسلم المعروف بموسى الصغير كوفي صدوق. عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط مكي ثقة قد يرسل الإسناد، ولم يسمع من سعد، مات سنة 118]. فهذا الطريق منقطع الإسناد، فهو ضعيف.

طرق هذا الحديث عن سعد بن أبي وقاص: أحدها جيد، والثاني جيد في المتابعات، والثالث لين، والرابع ضعيف، فالإسناد بمجموع هذه الطرق صحيح.

* ـ وأما حديث بُريدة بن الحُصَيب فرواه ابن حنبل [22945] وفي فضائل الصحابة [989] وابن أبي شيبة [32795] والنسائي في الكبرى [8089، 8413] عن الفضل بن دُكَين، والبزارُ [4352] والنسائي في الكبرى [8412] وابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني [2358] والآجري [1513، 1514] من طريقين عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، كلاهما عن عبد الملك بن حُميد بن أبي غنية عن الحكم بن عُتَيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة أنه قال: غزوتُ مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصْته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال: «يا بريدة، ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟!». قلت: بلى يا رسول الله. فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

[الفضل بن دكين كوفي ثقة مات سنة 218. وأبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير كوفي ثقة مات سنة 203. عبد الملك بن حُميد بن أبي غنية كوفي ثقة. الحكم بن عتيبة كوفي ثقة قد يدلس الإسناد، مات سنة 115. سعيد بن جبير كوفي ثقة مات سنة 95]. فهذا الطريق جيد في المتابعات.

ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة [1354] عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية ووكيع عن الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

[أبو بكر بن أبي شيبة كوفي ثقة مات سنة 235. أبو معاوية محمد بن خازم كوفي ثقة مات سنة 195. وكيع بن الجراح كوفي ثقة مات سنة 197. سليمان بن مهران الأعمش كوفي ثقة قد يدلس الإسناد، مات سنة 148. سعد بن عُبيدة كوفي ثقة. عبد الله بن بريدة مروزي صدوق ثقة فيه لين مات سنة 115]. فهذا الطريق جيد في المتابعات. والحديث عن بريدة صحيح بمجموع الطريقين.

* ـ وأما حديث أبي أيوب الأنصاري فرواه ابن أبي شيبة [32736] وابن أبي عاصم في السنة [1355] والطبراني في المعجم الكبير [4052، 4053] والآجري في الشريعة [1517] عن شريك بن عبد الله النخعي، وابنُ حنبل [23563] عن يحيى بن آدم، كلاهما عن حَنَش بن الحارث عن رِيَاح بن الحارث عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعا به.

[شريك بن عبد الله النخعي كوفي صدوق ثم تغير حفظه، مات سنة 177. ويحيى بن آدم كوفي ثقة مات سنة 203. حنش بن الحارث كوفي صدوق ثقة. رياح بن الحارث كوفي ذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه العجلي والذهبي وابن حجر]. فهذا إسناد جيد.

* ـ وأما حديث البراء بن عازب فرواه ابن حنبل [18479] وفي فضائل الصحابة [1016] وابن أبي شيبة [32781] وابن ماجه [116] وابن أبي عاصم في كتاب السنة [1363] والآجري في كتاب الشريعة [1524] من طرق، عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب مرفوعا به. وعند ابن أبي عاصم “حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون”، ولفظ الحديث عنده “هذا مولى من أنا مولاه”، أو “ولي مَن أنا مولاه”.

[علي بن زيد ابن جُدعان بصري ضعيف مات سنة 131. وأبو هارون: يحتمِل أن يكون هو العبديَّ أو الغنويَّ، وقد روى حماد بن سلمة عن كل منهما، وهو بصري وهما بصريان، فأما أبو هارون العبدي فهو متروك الحديث متهم بالكذب، وأما أبو هارون الغنوي فهو ثقة، وإذا كان الاحتمال قائما بين أمرين فالاحتياط يوجب البناء على الأقل، وهو هنا أبو هارون العبدي المتهم. عدي بن ثابت كوفي ثقة مات سنة 116. البراء بن عازب مات سنة 72 بالكوفة]. فهذا الإسناد ضعيف.

* ـ وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه ابن أبي شيبة [32735] وابن أبي عاصم في كتاب السنة [1356] والآجري [1518، 1519] من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عَقيل عن جابر مرفوعا به. [عبد الله بن محمد بن عقيل مدني ضعيف مات سنة 142]. فهذا الإسناد ضعيف.

* ـ خلاصة البحث:

حديث “من كنت مولاه فعليٌّ مولاه” مرويٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد كثيرة عن عدد من الصحابة، ذكرتُ منها في هذا البحث أربعة أسانيد صحيحة، وإسنادا جيدا، وإسنادين ضعيفين، فلا شك في أنه ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه في درجة عالية من درجات الصحة.

وفي ختام هذا المبحث أسأل الله تعالى القبول، وأن يوفقنا لدراسة تاريخنا في ضوء المرويات الثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم.

وكتبه صلاح الدين بن أحمد الإدلبي في السادس من صفر 1446، الموافق 10/ 8/ 2024، والحمد لله رب العالمين.

***