هو سَمَّاكم المسلمين
تسمية أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالمسلمين:
ربنا عز وجل هو سمى أتباع محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين
قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم، وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو سَمَّاكم المسلمين من قبل وفي هذا، ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله، هو مولاكم، فنعم المولى ونعم النصير}.
من الذي سمانا المسلمين؟:
قال جمهور أهل التفسير هو الله عز وجل، منهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد وقتادة ويحيى بن سلام والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن جرير الطبري وأبو جعفر النحاس وأبو الليث السمرقندي وابن أبي زمنين ومكي بن أبي طالب وأبو القاسم القشيري والواحدي وفخر الدين الرازي وأبو عبد الله القرطبي وحافظ الدين النسفي وابن كثير وغيرهم، وقال ابن كثير رحمه الله: “هذا هو الصواب”.
وقال بعض أهل التفسير هو إبراهيم عليه السلام، منهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأبو المظفر السمعاني وأبو حيان.
ولو كانت التسمية باسم المسلمين تشمل اليهود والنصارى لما كان الخطاب في الآية الكريمة {هو سَمَّاكم المسلمين} موجها من الله عز وجل لهذه الأمة المحمدية.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في التفسير: “الإسلام العام هو دين الله الذي كان عليه جميع الرسل، وحقيقة الإسلام الاستسلام لله تعالى والانقياد لطاعته، وأما الإسلام الخاص فهو دين محمد صلى الله عليه وسلم، ومنذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقبل من أحد دينا غير دينه وجعل بقية الأديان كفرا، لِـما تضمن اتباعُها من الكفرِ بدين محمد والمعصيةِ لله في الأمر باتباعه”.
وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 6/ 6/ 1442، الموافق 19/ 1/ 2021، والحمد لله رب العالمين.