نبذة 12: نبذ متفرقة في مواضيع شتى

قال الفقيه المالكي علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال القرطبي المتوفى سنة 449 في شرحه لصحيح البخاري: [قال بعض الناس: هذه الفضائل التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم “من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غُفر له” وما شاكلها إنما هي لأهل الشرف في الدين والكمال والطهارة من الجرائم العظام، ولا يُظنَّ أن مَن فعل هذا وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرماته أنه يلحق بالسابقين المطهرين وينال منزلتهم في ذلك بحكاية أحرف ليس معها تقى ولا إخلاص ولا عمل، ما أظلمه لنفسه من يتأول دين الله على هواه]. ونقله عنه الحافظ ابن حجر المتوفى سنة 852 في كتابه فتح الباري. أقول: رحم الله ابنَ بطال وجزاه خيرا كبيرا.


قول المرء بلسانه أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدا رسول الله هو إسلام وجعله النبي صلى الله عليه وسلم أول أركان الإسلام
أما الاعتقاد الجازم مع إذعان النفس بأنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدا رسول الله فهو إيمان
والدين يجمع الإيمان والإسلام
من مقتضى الإيمان الاستسلام القلبي الكامل لله رب العالمين
قال الله عز وجل فاعلمْ أنه لا إله إلا الله
من آمن بالله جل وعلا حقيقة الإيمان وخضع قلبه خاشعا لله تبعته الجوارح
لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه
ولو آمن العبد بالله حقيقة الإيمان لانتفت الشكوك ولانتفت معارضة أحكام الله تعالى بأهواء النفس وأهواء نفوس الآخرين
{ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}


السلام عليكم ورحمة الله
هل تطلبون السعادة في الدنيا؟
قال الله تعالى
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة
أخي الكريم
أختي الكريمة
تكفل ربنا تبارك وتعالى لمن يعمل الصالحات التي يرضاها الله وقد تحقق بحقيقة الإيمان أن يحييه حياة طيبة، فابحثوا عن السعادة إن كنتم تطلبونها في ابتغاء مرضاة الله
أما إذا كنتم عن ذلك معرضين فلن تجدوا طعمها، والله تعالى يقول
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا


مفتاح السعادة هو الإيمان
أول أركان الإيمانِ الإيمانُ بالله
الإيمان بالله تعالى يجب أن يكون إيمانا راسخا لا يتزعزع – ولو كفر كل من على وجه الأرض – بأن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وأنه هو الذي يجب على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
أيها الإخوة الكرام والأخوات الكريمات
من كان في قلبه ذرة من شك فهذا يعني أن إيمانه غير مبني على دليل أو هو مبني على دليل غير راسخ
المريض في جسده يسرع إلى الطبيب المتخصص لعمل الفحوص والتحاليل الطبية وتناول العلاج
والذي لم يجد عنده الدليل الكافي على الإيمان بالله جل وعلا فليقصد طبيبا ماهرا للعلاج قبل أن يفوت الأوان
فإن فات فليس هناك إلا الندم ولكن ولات ساعة مندم
كثيرون من علماء المسلمين اليوم متخصصون في العقيدة وهم أطباء يعالجون هذا المرض فلا تترددوا في زيارة الطبيب لإجراء الفحوص والتحاليل وأخذ العلاج
تولانا المولى جل جلاله بعونه وتوفيقه وتسديده